قصة تستحق القراة ويل لقاضي الارض من قاضي السماء

 ﻭﻳﻞ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ

كان هُناك رجل بسيط لديه دجاجة قام بذبحها، وأراد أن يُقطعها إلى أجزاء صغيرة، فذهب بها إلى محل الدجاج، وأعطاها لصاحب المحل، فقال له صاحب المحل:  اذهب الآن وأتي بعد ربع ساعة، سوف تجد الدجاجة جاهزة، وبالفعل قام صاحب المحل بتقطيعها وتجهيزها للرجل، ولكن قبل أن يأتي صاحب الدجاجة لأخذها، جاء قاضي المدينة إليهِ يطلب دجاجة، ولكن صاحب المحل لم يكن لديهِ سوى دجاجة هذا الرجل، فأخبر القاضي بذلك، وقال لهُ: أنا لا استطيع أعطاها لك، لأنها ليست ملكي، ولكن القاضي أصر على أخذها، وقال لهُ: عندما يأتي صاحبها قُل لهُ أنها طارت، تعجب صاحب المحل من قول القاضي، وقال لهُ كيف لي أقول إنها طارت وقد أخذتها مذبوحة، فقال القاضي: قُل لهُ كذلك، وأن أصر على شكواك، فسوف تأتي لتتحاكم أمامي، فلا تخشى من أي شيء.



وافق صاحب المحل في النهاية على طلب القاضي؛ فلم يجد أمامهُ خيار آخر، كما أنهُ كان يخاف من القاضي وسلطتهُ، وبعد مرور الربع ساعة جاء صاحب الدجاجة، فقال له صاحب المحل: إن دجاجتك قد طار، فرد الرجل: أنت كذاب، كيف للدجاجة أن تطير وهي مذبوحة، هيا بينا للقاضي ليحكم بيننا، وبالفعل ذهب كل من صاحب الدجاجة وصاحب المحل إلى القاضي.


ولكن بينما هُم سائرين في الطريق وجدوا رجلين يتشاجران، أحداهما مسلم والآخر يهودي، فحاول صاحب المحل أن يُفرق بينهم، ولكنهُ قام بإدخال أحدى أصابعهُ في عين الرجل اليهودي بطريق الخطأ؛ ففقعها، فأصر الناس أن يأخذوه إلى القاضي، وقاموا بجرهِ حتى وصلوا إلى مكان القاضي، فوقف صاحب المحل أمام القاضي، والذي تعرف عليهِ في الحال، فتحدث الناس إلى القاضي، وقالوا نحنُ قادمون لشكوى هذا الرجل.


قال القاضي، اجلسوا جميعًا ولننظر في قضية ثُم ننظر في الأخرى، وبالفعل جلس الناس، ثُم تقدم صاحب الدجاجة وقال للقاضي: لقد أعطيت هذا الرجل دجاجة مذبوحة حتى يُقطعها لي، وعندما رجعتُ حتى أخذها منهُ، قال لي إنها طارت، على الرغم من إنها مذبوحة، فكر القاضي برهة من الوقت، ثم قال : أيها الرجل الأ تؤمن بالله، فرد الرجل: نعم، فقال لهُ القاضي ألم تسمع قولهِ يحي العظام وهى رميم، وهذا ما حدث بالفعل مع دجاجتك، فقد أحياها الله، وطارت، فصاحب المحل غير مديِن لك بأي شيء، تعجب الرجل من كلام القاضي، ولكنهُ لم يملك فعل أي شيء، فترك المكان ورجع بيتهُ.


وبعد ذلك جاء دور القضية الثانية، فتقدم الرجل اليهودي للقاضي، وقال لهُ:- يا سيدي القاضي أن هذا الرجل فقأ عيني، وأصبحت بعين واحدة، فقال لهُ القاضي:- أنت لكَ حق عند الرجل، ولكن دية اليهودي على المُسلم النصف، لذلك لابد أن يقوم الرجل بفقع عينك الباقية، حتى نحكم على هذا الرجل بفقع عين، فخاف الرجل، وقال لقد عفوت عنهُ، وتنازلت عن حقي بشكل تام، وترك المكان وسار بعيدًا.


بعد ذلك خرج صاحب المحل وهو فرح للغاية، ويشعر بالانتصار الشديد، وذهب القاضي إلى منزلهُ، وهو يشعر بالذكاء، ولكنهُ نسى انتقام الله، فعندما وصل منزلهُ، وجد أن المنزل محروق بشكل كامل، حيثُ انفجرت بهِ أحدى اسطوانات الغاز، فدمرتهُ بشكل تام، وعندما سأل الجيران على أولادهُ وزوجتهُ،أخبروهُ بأن أحدى أبناءهُ قد تُوفى، بينما الآخر، قد حرقت النيران وجهُ بالكامل، وفقد نظرهٌ، فكاد القاضي يموت من هول المفاجأة، وسقط على الأرض يبكي، نادمًا على ما فعل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال